بأقلامهم >بأقلامهم
"لا يجتمع الشّقاء مع..."!
"لا يجتمع الشّقاء مع..."! ‎الجمعة 30 05 2025 19:15 القاضي م جمال الحلو
"لا يجتمع الشّقاء مع..."!


تبتسمُ الحياة فرحًا لقلوبٍ فهمت معنى التفاؤل، فما دام في السماء مَن يجيب فلا تحزنْ ولا تخِب.
لقد كان جدّي لوالدي طيّب الله ثراه، وهو شاعر وأديب وقاصّ ومحدّث لبق من الطّراز النّادر، يردّد على مسمعي دائمًا أنّ هناك حالات لا يجتمع معها الشّقاء ويشرحها لي بلغته العربيّة الفصيحة وبهدوئه المعتاد. 
وقبيل وفاته بأيّام، وكان قد بلغ السّابعة والتّسعين من عمره، أخذت ورقة وقلم واستأذنته أن يُملي عليّ تلك الحالات التي لا شقاء معها، فقال لي ببسمته المعهودة التي تشعّ نورًا:
 اكتب أيّها الحفيد العنيد (وهو لقب كان يناديني به، كوني كنت عنيدًا بعض الشّيء):
"هناك ستّ حالات وردت في كتاب الله عزّ وجلّ لا يجتمع الشّقاء معها أبدًا، فأرجو الله عزّ وجلّ أن يرزقنا اتّباعها حتّى نسعد في الدارَين بإذنه. 
الأولى: لا يجتمع الشّقاء مع بِرّ الوالدة (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً). 
الثّانية: ولا يجتمع الشّقاء مع الدّعاء (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً). 
الثّالثة: ولا يجتمع الشّقاء مع القرءان (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ لِتَشْقَى). 
الرّابعة: ولا يجتمع الشّقاء مع اتّباع الهدى (فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى). 
الخامسة: ولا يجتمع الشّقاء مع خشية الله (سيذكّر من يخشى ويتجنّبها الأشقى).‏
أمّا السّادسة: فلا يجتمع الشّقاء مع التّقوى (فأنذرتكم ناراً تلظّى لا يصلاها إلّا الأشقى الذي كذّب وتولّى وسيُجنّبها الأتقى)". 

اللهُمّ أنت حسبنا حين تؤذينا الحياة.
وأنت اللطيف حين يضيق بنا الوجع. 
وأنت الجبّار حين يكسرنا الألم.
وأنت العون حين يمزّقنا البُكاء.
وبك النّجاة حين نفقد الأمان والحيلة.
فكُن معنا يا الله فلا حول ولا قوّة لنا إلّا بك.
جعلنا الله وإيّاكم من سعداء الدّنيا والآخرة. 
آمين يا ربّ العالمين...