بأقلامهم >بأقلامهم
"سيفرجها الله"!
"سيفرجها الله"! ‎الثلاثاء 27 05 2025 18:57 القاضي م جمال الحلو
"سيفرجها الله"!

جنوبيات

يقول أحد الحكماء:
 أن ترمي صنّارتك في بحر متلاطم الأمواج، فتلك هي "الثّقة".
وأن تنتظر طويلًا لتصطاد بعض الأسماك، فذلك هو "الصّبر".
وأن تعود في المساء خاوي الوفاض، مقرّرًا العودة في اليوم التّالي، فهذا هو "الأمل".
فإذا تمسّكت بالثّقة والصّبر والأمل، حتمًا ستصل إلى ما تبتغيه بإذن الله عزّ وجلّ.
أن تحبّ فإنّه شيء رائع، بديع، مدهش. ولكن الأروع والأبدع من أن تحبّ هو أن يحبّك الآخرون، وهذه نعمة لا تُشترى بمال.
قد تشتري بعض النّاس وقد تغيّر أفكارهم وقد تُكرههم على الولاء لك، ولكن لا يمكنك أن تشتري حبّهم.
فاجعل من يراك يدعو لمن ربّاك.
فنقاء السّريرة فطرة يميّز الله بها من أحبّ.
وإذا أحبّ الله عبدًا حبّب إليه خلقه.
فكلّ فرحة تصنعها لغيرك ستعود إليك بشكل أفضل وأجمل.
 فنحن في رحاب الدّنيا ما بين رحلة حضور ورحلة غياب، وبين مبارك عليكم المولود الجديد، وبين أحسن الله عزاءكم.
 من هنا يتبدّى لنا أنّ الحياة هي محطّة عبور، وأنّها لا تساوي عود السّواك.
وعليه، لا تسرق فرحة أحد، ولا تقهر قلب أحد. فأعمارنا قصيرة وإن طالت، وفي قبورنا نحتاج إلى من يدعو لنا لا من يدعو علينا.
فيا أيّها الأحبّة الكرام، عوّدوا أنفسكم أن تكون أيّامكم كلّها مليئة بالاحترام، والإنسانيّة، والإحسان، والتّفاهم، والتّسامح، بمعنى أن تكون حياتكم صافية نقيّة.
فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها. فمهما كانت حاجة النّاس للشمس،
فهي تغيب كلّ يوم بدون أن يبكي أحد لفراقها لأنّنا نعلم بأنّها ستعود.
تلك هي الثّقة المغلّفة بالأمل والمتوّجة بالصّبر.
 أفتثقون في عودة الشّمس ولا تثقون في قول الله تعالى:
 فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
لذا، تفاءلوا ولا تيأسوا، فحتمًا "سيفرجها الله".
وما دمنا واثقين بوعده، فسيحقّق الله مراده.

 

المصدر : جنوبيات