مقالات مختارة >مقالات مختارة
البلديات والجمعيات تقف على أهبّة الإستعداد للتصدّي للعاصفة
تتحوّل إلى خلية نحل بالتعاون والتكامل لمنع حدوث أي خلل
السيول تحوّل الطرقات إلى مستنقعات والثلوج تقطعها على المرتفعات
البلديات والجمعيات تقف على أهبّة الإستعداد للتصدّي للعاصفة ‎الأربعاء 27 01 2016 02:15
البلديات والجمعيات تقف على أهبّة الإستعداد للتصدّي للعاصفة
الرياح العاتية قد لا يحمد عقباها

سامر زعيتر:

عاصفة تأتي وأخرى تذهب، ومع كل واحدة تخفق القلوب خشية حدوث ما لا تحمد عقباه، ولكن تبقى الاستعدادات تسير على قدم وساق...

فكيف السبيل لمواجهة الطوارئ؟ وعلى عاتق من تقع مهمة إغاثة الناس ومساعدتهم عند حدوث العواصف والكوارث؟ وما هو واقع جهوزية المدارس والطرقات، ومعهما الخشية على فلذات الأكباد وكيفية مواجهة البرد القارس وفتح الطرقات؟...

مهام كثيرة تتشاطرها البلديات الساحلية والجبلية، فالكل يستعدّ وفق الإمكانيات المتوافرة، فيما المخاطر تكبر حيث تقلّ هذه الإمكانيات، لتقف البلديات على أهبّة الاستعداد لتنظيف الطرقات وازالة العوائق والأتربة من مصارف الصرف الصحي، كل ذلك يترافق مع دور هام للجمعيات الأهلية وفرق الدفاع المدني والإطفائيات في مساعدة المواطنين...

"لـواء صيدا والجنوب" يسلِّط الضوء على استعدادات البلديات والجمعيات والأهالي في ظل تجدّد العواصف الثلجية...

الإستنفار العام

عاصفة جديدة، خبر تتناقله وسائل الإعلام ومعها استنفرت الأجهزة المعنية والأهالي، فالكل على دراية ووعي بأهمية الاستعداد منعاً لحدوث أي طارئ، واتخاذ اجراءات وقائية، حيث بدأت هذه الاستعدادات بالتوعية من قبل مؤسسات الدولة الرسمية والأمنية والمجتمع المدني لمواجهة عاصفة غير مسبوقة.

من أجل ذلك، دعت قيادة الجيش اللبناني المواطنين عند تعرّضهم لأي حادث ناجم عن العوامل الطبيعية، إلى الاتصال بأقرب مركز عسكري، أو بغرفة عمليات قيادة الجيش وغرف عمليات المناطق العسكرية، فيما جهّزت مراكز الدفاع المدني اللبناني في الجنوب وخصوصاً في البلدات المرتفعة الآليات بسلاسل معدنية، وأعلنت حالة الاستنفار في صفوف عناصرها لمواجهة العاصفة الثلجية، كما أصدرت وزارة الداخلية والبلديات - المديرية العامة للدفاع المدني بياناً حول الاحتياطات الواجب اتخاذها من قبل المواطنين قبل العواصف الثلجية وأثنائها ومنها تجهيز المنزل بمطفأة يدوية وغطاء للحريق وجهاز كاشف للدخان، والتزوّد بالوقود والإبتعاد عن أي مواد قابلة للاحتراق وتهوئة المنزل باستمرار والإستماع إلى نشرات الطقس عبر وسائل الإعلام والاتصال بقسم الطوارئ عند أي حادثة.

إجراءات وقائية

رئيس بلدية الهلالية سيمون مخول

* كلها اجراءات تترافق مع دور البلديات التي وضعت أجهزتها على أهبّة الاستعداد، وفق ما أشار رئيس بلدية الهلالية سيمون مخول بالقول: "تبقى فرق البلدية على جهوزية كاملة للتصدّي لأي حادث أو ضرر قد يحدث في المنطقة، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة، لذلك هي تستنفر فرقها لمعالجة أي خلل، بالتعاون مع محافظة الجنوب و"اتحاد بلديات صيدا – الزهراني"، لأن العديد من المهام هي محط تقاطع فيما بين البلدية وفرق المحافظة وإتحاد البلديات، ومنها على سبيل المثال فتح المجاري والمصبات وإزالة العوائق منعاً لتراكم الأتربة وتجمّع المياه في الطرقات".

وأضاف: "إن العواصف التي تهبُّ على المنطقة في فصل الشتاء تُلقي بثقلها على المناطق المرتفعة، أما في المناطق الساحلية فإن المخاوف تأتي من ارتقاع منسوب المياه، وبالتالي السيول التي قد تدخل إلى بعض المنازل أو تؤدي إلى إنهيار بعض جدران الدعم، لذلك تراقب البلدية من خلال عملها اليومي الإشراف على إصلاح أي طارئ في المنطقة الواقعة ضمن صلاحيات البلدية، إضافة إلى التصدّي لأي خلل قد يحدث من خلال التعاون مع الجميع".

تضافر الجهود

رئيس بلدية درب السيم مارون جحا

* بدوره رئيس بلدية درب السيم مارون جحا قال: "من الطبيعي عند الحديث عن أي عاصفة أن تستنفر كل الجهود وعلى كل الصعد سواء في المحافظات أم في العاصمة بيروت، وهنا يأتي الوعي الكبير للبنانيين في مواجهة الأزمات التي اعتادوا عليها، فتتضافر الجهود سواء على المستوى البلدي أم الأهلي، لذلك تحرص البلدية على توعية الناس لأهمية المخاطر التي قد تحدث والبقاء على جهوزية كاملة، ومن هذه الحالات الاستعداد للعواصف التي تكثر خلال فصل الشتاء، وتمرُّ بسلام بفعل الاستعداد المسبق".

وأضاف: "إن البلدية بالتعاون مع محافظة الجنوب والجمعيات الأهلية تستعد لمواجهة العاصفة واتخاذ اجراءات مسبقة منعاً لحدوث ما لا تحمد عقباه، وهو واجب نقوم به ضمن الامكانيات المتاحة، لأن إمكانيات البلديات مهما بلغت تبقى محدودة، فكيف الحال بالبلديات الصغرى التي تقع على عاتقها مهمة مواجهة المخاطر الكبرى؟! وبالطبع هناك مهام متداخلة مع العديد من المؤسسات الرسمية، ولكن تسعى البلدية دائماً للتصدّي لأي طارئ حال حدوثه منعاً لحدوث ضرر أكبر".

دور مميّز للجمعيات

ماجد حتمو

* دور المجتمع المدني الرسمي يترافق مع دور القطاع الأهلي، بإعداد خطة لمواجهة الطوارئ وفق ما أعلن أمين سر "تجمّع المؤسسات الأهلية" في صيدا ماجد حمتو بالقول: "في إطار خطة الطوارئ التي ينتهجها "تجمّع المؤسسات الأهلية" في صيدا، والتي تتضمن الإستجابة السريعة في حالات الطوارئ والكوارث ضمن المعايير الإنسانية التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون حقوقه، وضعت خطة ضمن إطار برنامج أممي دولي سمِّي بمشروع "أسفير".

وأضاف: "لأننا في فصل الشتاء تأتي العواصف والأعاصير التي تحمل معها رياح شديدة وسريعة وتساقط للثلوج على المرتفعات وهطول أمطار غزيرة وإرتفاع أمواج البحر وحركة مد قوية، وإرتفاع منسوب مياه الأنهار، وجرف للتربة وإقتلاع للأشجار وإنسداد مجاري الصرف الصحي، مما يسبّب إرتفاع نسبة المياه في الشوارع والساحات، وبالتالي إحتمال تدفّقها إلى الطوابق الأرضية والسفلية من منازل ومستودعات ومحال تجارية، لذلك فإن إستعداداتنا كجمعيات أهلية كعادتنا كل سنة في حالة يقظة وتنبّه دائم للإستجابة لأسوأ الإحتمالات التي قد تنتج عن العاصفة، ومواجهتها ميدانياً على كافة الصعد والمجالات الصحية والإغاثية وصولاً لتأمين إحتياجات الإيواء المؤقّت إذا تطلّب سير الأمور ذلك".

وأوضح "أن أمانة سر التجمّع اجتمعت واطّلعت من مسؤول اللجنة الصحية على أوضاع المراكز الصحية في المدينة ومدى جهوزيتها، خاصة أن المراكز الصحية في المدينة ومنذ بداية فصل الشتاء تعمل بشكل مضاعف بسبب تزايد عدد المرضى المصابين بالرشح والزكام والأنفلونزا والنزلات الصدرية والمضاعفات المصاحبة لها التي تميّز فصل الشتاء، والتأكّد من مخزون الأدوية وخاصة للأمراض المزمنة وأدوات ومواد الإسعافات الأولية. كذلك جهوزية سيارات الإسعاف والإنقاذ والعيادات المتحركة  والطواقم الطبية جاهزة وحاضرة لتلبية النداء على مدار الساعة. وهنا لا بد من التنويه بأن مدينة صيدا هي من المدن المميّزة في لبنان في الإستجابة لنداءات الإسعاف والإنقاذ في حالات الحوادث ونقل المرضى".

تجربة وخبرة ميدانية

وقال: "في مجال عمليات الإغاثة، فإن الجمعيات الأهلية في المدينة لديها تجربة وخبرة ميدانية رائعة في هذا المجال، أثبتت فاعليتها في كل المراحل السابقة التي كان للمدينة فيها مساهمات كبيرة في أعمال الإغاثة بإحتراف ومهنية عالية. لعبت فيها الجمعيات الأهلية دورا تكامليا مميّزا. ولأنها تتمتع بمرونة عالية في برامجها الأمر الذي يمكّنها من تلبية إحتياجات الأهالي بسرعة قياسية في المراحل الأولى لوقوع الحدث. وتقديمها بكفاءة عالية من قبل العاملين والمتطوعين المدربين".

وأضاف: "أما في عمليات الإيواء، فإن توفير الأماكن اللائقة والتي تحافظ على خصوصية وكرامة الإنسان والعائلات هي في أولويات إهتماماتنا، إلى جانب تأمين المواد الغذائية وغير الغذائية واللوازم الشخصية والوجبات الساخنة مقدور عليها بفضل غنى المدينة بالجمعيات الأهلية وتنوّعها بتقديم الخدمات".

وأشار إلى "أنه وبالحديث عن دور الجمعيات الأهلية وإستعداداتها لا ينسينا أن نوجّه التحية لبلدية صيدا وورش الصيانة التي تعمل في أقسى الظروف وأصعبها لتعزيل وتنظيف مجاري المياه وشبكات الصرف الصحي وكذلك فوج الأطفائية والإنقاذ. كذلك لا بد من التنويه بأن مدينة صيدا وبرئاسة محافظ الجنوب منصور ضو قد شكّلت إدارة الإستجابة للكوارث التي قطعت شوطاً كبيراً في بناء هيكليتها ووضعت خطة عملها بمشاركة كافة الدوائر والأجهزة الرسمية والأمنية والجيش والدفاع المدني والبلدية والصليب الأحمر اللبناني والقطاع الأهلي. ونحن نعمل بإلتزام كامل بتوجيهات هذه الإدارة ومن خلالها".

وختم حمتو: "إن تجربة العمل الميداني المشترك قد أثبتت فاعليتها ونجاحها من خلال سرعة ومرونة التحرّك وتبادل المعلومات والخبرات والتكامل في تقديم الخدمات، مع إحترام كامل لخصوصية وقدرات وإمكانيات كل المؤسسات والجمعيات. كما أن التعاون بين القطاع الرسمي والأهلي والخاص هو أرقى أشكال العمل في حالات الطوارئ كما في التنمية".

جهود تبذل على أكثر من صعيد لمنع حدوث ما لا تحمد عقباه، ولكن ضمن الإمكانيات المتاحة، لكن تبقى مدينة صيدا مميّزة في العمل التكاملي.

الأمواج اقفلت مرفأ الصيادين في المدينة

 

 

 

الغيوم الملبدة حملت الكثير من الأمطار